Table of Contents
في زمن التحولات الاقتصادية المتسارعة، أصبح التسويق الشبكي (Network Marketing) أحد أكثر أنماط الأعمال رواجًا في مختلف أنحاء المعمورة. يتطلع العديد من الأفراد إلى استكشاف مصادر دخل إضافية أو فرص عمل مرنة تتيح لهم تحقيق طموحاتهم المالية السامية. في هذا الدليل الشامل، سنستعرض كل ما ينبغي عليك معرفته عن التسويق الشبكي، بدءًا من مفهومه الجوهري وصولاً إلى استراتيجيات النجاح المتبعة فيه، مع تسليط الضوء على الفروق الجوهرية بينه وبين الأنظمة الهرمية غير القانونية.
ما هو التسويق الشبكي؟

التسويق الشبكي هو طريقة عمل تعتمد على مجموعة من الموزعين المستقلين الذين يبيعون المنتجات أو الخدمات مباشرة للناس. يحصل هؤلاء الموزعون على عمولات من مبيعاتهم، وأيضًا يحصلون على نسبة من مبيعات الأشخاص الذين وجهوهم للانضمام إلى الشبكة.
حسب إحصائيات جديدة من منصة “Linux” التي تتخصص في بيانات السوق عام 2023، تتراوح مبيعات شركات التسويق الشبكي سنوياً بين 300 مليون دولار وأكثر من 5 مليارات دولار على مستوى العالم، مما يوضح حجم هذا المجال وإمكاناته.
الفرق بين التسويق الشبكي والتسويق التقليدي
التسويق التقليدي
- يعتمد على الإعلانات المدفوعة.
- تكاليف تسويقية عالية.
- وسطاء متعددون بين المنتج والمستهلك.
- عائد محدود للبائعين.
- نظام هرمي تقليدي للموظفين.
التسويق الشبكي
- يعتمد على التسويق الشفهي والعلاقات.
- تكاليف تسويقية منخفضة.
- بيع مباشر من الموزع للمستهلك.
- إمكانية تحقيق دخل متصاعد.
- نظام شبكي يتيح النمو الأفقي والرأسي.
أنواع التسويق الشبكي

يتنوع التسويق الشبكي إلى عدة أنماط منه يكون بخط أفقي ومنه يكون شبكي، كل منها له خصائصه وآلية عمله الخاصة. فهم هذه الأنواع يساعدك على اختيار النموذج الأنسب لأهدافك وقدراتك، ويمكنك هذا المجال من جني المال خلال فترة قياسية.
التسويق الشبكي أحادي المستوى
في هذا النوع، يحصل الموزع على نسبة من الأرباح فقط من مبيعاته المباشرة للمنتجات أو الخدمات. ليس مطلوبًا منه جذب موزعين آخرين، ويعتبر أسهل نوع من التسويق الشبكي. مثال على ذلك: برامج التسويق بالعمولة (Affiliate Marketing) حيث يروج المسوقون للمنتجات من خلال روابط معينة ويكسبون نسبة عن كل عملية شراء تتم من خلالها.
التسويق الشبكي ثنائي المستوى
يحصل الموزع في هذا النظام على عمولة المكتسبة من خلال تجمع عدد من مبيعاته الشخصية، بالإضافة إلى نسبة من مبيعات الأشخاص الذين قام بتجنيدهم مباشرة (المستوى الأول فقط). يتميز هذا النوع بسهولة الفهم والتطبيق، مع إمكانية تحقيق دخل إضافي من خلال بناء فريق صغير.
التسويق الشبكي متعدد المستويات (MLM)
هو النموذج الأكثر شيوعاً، حيث يحصل الموزع على عمولات من مبيعاته الشخصية، بالإضافة إلى نسب متفاوتة من مبيعات الأشخاص الذين جندهم وكذلك من مبيعات من جندوهم هم (عدة مستويات. يتيح هذا النظام إمكانية بناء شبكة واسعة وتحقيق دخل متصاعد مع نمو الشبكة.
هل ترغب في معرفة المزيد عن أنظمة العمولات في التسويق الشبكي؟
نظام المصفوفة
يعتمد هذا النظام على إنشاء شبكة ذات أبعاد محددة كـ (3×3 أو 5×7)، حيث يُخصص لكل موزع عدد معين من الأفراد في المستوى الأول. وعندما يتجاوز هذا العدد، يُدرج المجندون الجدد تحت أعضاء آخرين ضمن هذه الشبكة. يُعزز هذا النظام من توزيع الفرص بصورة أكثر عدالة بين أفراد الشبكة، مما يضمن توازنًا أفضل في الاستفادة من الموارد المتاحة.
النظام الثنائي
يعتمد على بناء فريقين فقط (يمين ويسار)، ويتم توزيع المجندين الجدد بالتناوب بين الفريقين. تُحسب العمولات بناءً على التوازن بين حجم مبيعات الفريقين، مما يشجع الموزعين على العمل على تنمية كلا الجانبين بشكل متوازن. كما هو العمل منظم ضمن شركة كيونت للتسويق الشبكي.
الفرق بين التسويق الشبكي والتسويق الهرمي

يعتبر الخلط بين التسويق الشبكي القانوني والتسويق الهرمي غير القانوني من أكثر الأخطاء شيوعاً. رغم أن كليهما قد يبدو متشابهاً، إلا أن هناك اختلافات مهمة يجب معرفتها لتفادي النصب.
التسويق الشبكي المشروع
- يعتمد على بيع منتجات أو خدمات حقيقية ذات قيمة لدى العملاء.
- العمولات تأتي بشكل أساسي من المبيعات وتتوفر مع وجود المبيعات بشكل دائم.
- رسوم الانضمام معقولة وقد تكون مكلفة في بعض الشركات ومقابل منتجات حقيقية.
- خطط تدريب وتطوير للموزعين في جميع أنحاء العالم.
- سياسات واضحة لاسترداد المنتجات حسب سياسة كل شركة على حدى.
- شركات مسجلة قانونياً ولها تاريخ طويل ويمكن لكل مشترك أن يطلع على السجل التجاري والقانوني.
التسويق الهرمي غير القانوني
- التركيز الأساسي على تجنيد أعضاء جدد وليس بيع المنتجات و الرابح رأس الهرم فقط.
- رسوم انضمام مرتفعة مقابل منتجات ذات قيمة متدنية وليس لها قيمة.
- وعود بأرباح ضخمة وسريعة غير واقعية مع وجود منتج سيئ.
- عدم وجود خطة تدريبية حقيقية لجميع العملاء لكونه هذا النظام مبني على أساس الهدم وليس البناء للعملاء.
- عدم وجود سياسات واضحة لاسترداد المنتجات وعدم وجود خطة رابحة.
- غالباً ما تكون شركات حديثة غير مسجلة وليس لها سجل تجاري كما في باقي الشركات.
الاختلاف الأساسي بين التسويق الشبكي والتسويق الهرمي هو أن التسويق الشبكي يركز على بيع منتجات حقيقية ذات قيمة، في حين أن التسويق الهرمي يعتمد على تجنيد أفراد جدد من أجل الحصول على أموالهم.
– خبير اقتصادي
طبقاً للعديد من الهيئات الرقابية العالمية، يتجلى أحد أبرز مؤشرات التمييز بين النوعين في مصدر الدخل الرئيسي. فإذا كان أكثر من 50% من هذا الدخل مستمداً من تجنيد أعضاء جدد، عوضا عن بيع المنتجات للمستهلكين النهائيين، فإن ذلك يعد دليلاً قوياً يشير إلى أن النظام المعني هو نظام هرمي غير قانوني.
خطط العمولة في التسويق الشبكي

تتنوع طرق الحصول على العمولة في شركات التسويق الشبكي، ومن المهم فهم هذه الطرق قبل الانضمام إلى أي شركة. إليك أهم أنواع خطط العمولة المتبعة.
خطة المستويات المتعددة (Unilevel Plan)
تعتمد على عدد محدود من المستويات (غالباً من 3 إلى 7 مستويات)، حيث يمكنك رعاية عدد غير محدود من الأشخاص في المستوى الأول، وتحصل على نسبة من مبيعاتهم ومبيعات من يقومون هم برعايتهم ضمن المستويات المسموح بها. تتناقص نسبة العمولة عادة كلما ابتعدنا عن المستوى الأول.
الخطة الثنائية (Binary Plan)
تعتمد على بناء فريقين فقط (يمين ويسار)، وتُحسب العمولات بناءً على التوازن بين حجم مبيعات الفريقين بحيث يكون نظام المبيعات متساوي من الجهتين. عادة ما يتم احتساب العمولة على أساس الفريق الأقل مبيعات (الفريق الضعيف). تتميز هذه الخطة بإمكانية النمو العمودي اللامحدود، لكنها تتطلب عملاً متوازناً بين الفريقين.
خطة المصفوفة (Matrix Plan)
يُحَدَّد عدد الأشخاص الذين يمكنهم الوجود في المستوى الأول (مثل 3 أو 5)، وعندما يتجاوز العدد ذلك، يُوضَع المجندين الجدد تحت أشخاص آخرين في شبكتك. هذه الطريقة توفر توزيعًا أكثر إنصافًا للفرص، لكنها قد تحد من القدرة على التوسع على نحو مباشر.
خطة القيادة (Stairstep Breakaway Plan)
تعتمد الترقية في سلم القيادة على تحقيق أهداف مبيعات محددة. عندما يصل أحد أعضاء الفريق إلى مستوى معين، يصبح “منفصلاً” ويشكل مجموعة مستقلة، مما يعني أنك ستحصل على نسبة أقل من مبيعات تلك المجموعة. تهدف هذه الخطة إلى تشجيع بناء قادة جدد ضمن الشبكة.
نوع الخطة | مميزاتها | عيوبها | مناسبة لـ |
المستويات المتعددة | سهلة الفهم، توسع أفقي غير محدود | عمق محدود (عدد المستويات) | المبتدئين والباحثين عن بناء شبكة واسعة |
الثنائية | عمق غير محدود، دعم الفريق | تتطلب توازن بين الفريقين | من لديهم مهارات قيادية وبناء فرق |
المصفوفة | توزيع عادل للمجندين الجدد | محدودية التوسع الأفقي | من يفضلون العمل الجماعي |
القيادة | تحفز على بناء قادة | معقدة نسبياً | ذوي الخبرة والطموحين |
شركات ناجحة في مجال التسويق الشبكي
توجد العديد من الشركات العالمية التي حققت إنجازات مذهلة بفضل اعتمادها على نموذج التسويق الشبكي، مما يبرهن على استمرارية هذا النموذج وفعاليته على مدى عقود طويلة. إليك بعض الأمثلة المضيئة:
أمواي (Amway)
تأسست في عام 1959، وتعتبر من أبرز شركات التسويق الشبكي على مستوى العالم، حيث تتجاوز مبيعاتها السنوية الـ 8.5 مليار دولار. تقدم مجموعة متنوعة من المنتجات التي تشمل مجالات العناية بالصحة والجمال وتحسين المنزل.
هيرباليف (Herbalife)
تأسست الشركة في عام 1980، وتقدم منتجات خاصة بالتغذية وتنظيم الوزن. توجَد في أكثر من 90 دولة حول العالم، وتحقق مبيعات سنوية تزيد عن أربعة مليارات وخمسمئة مليون دولار.
أفون (Avon)
تعتبر من أقدم الشركات في مجال البيع المباشر، حيث تأسست عام 1886. تركز على بيع منتجات التجميل والعناية بالبشرة، ولها وجود في أكثر من 100 دولة مع ملايين الموزعين حول العالم.
وفقاً لتقرير من الاتحاد العالمي لجمعيات البيع المباشر (WF DSA)، بلغت مبيعات قطاع التسويق الشبكي والبيع المباشر عالمياً أكثر من مئة وثمانين مليار دولار في عام 2022، مع وجود أكثر من 125 مليون موزع مستقل حول العالم.
في الدول العربية، بدأت بعض الشركات المحلية في اتباع نموذج التسويق الشبكي بما يتناسب مع القوانين المحلية، مع التركيز على تقديم منتجات ذات قيمة حقيقية للمستهلكين.
عوامل النجاح في التسويق الشبكي
النجاح في التسويق الشبكي ليس وليد الصدفة، بل يعتمد عليه الملاين من الاشخاص من حول العالم على شكل مجموعات تتضمن العوامل والمهارات التي يجب تطويرها. إليك أهم العوامل التي تميز الناجحين في هذا المجال:
1. اختيار الشركة أو المنتج المناسب
ينطلق النجاح من اختيار مؤسسة ذات سمعة رائدة ومنتجات تتمتع بجودة استثنائية تؤمن بها بصدق. اغمر نفسك في البحث عن منتجات تلبي احتياجات حقيقية وتقدم قيمة مضافة للمستهلكين، وتحقق من أن المؤسسة تتبنى خطة تعويضات عادلة وشفافة تعكس التزامها بمبادئ النزاهة والعدالة.
2. بناء المعرفة والمهارات
استثمر في تعلم المزيد عن المنتجات وعالم التسويق الشبكي. شارك في الدورات، أقرأ كتبًا متخصصة، واستفد من خبرات المحترفين. كلما زادت معلوماتك، زادت ثقتك بنفسك وقدرتك على إقناع الآخرين.

3. بناء العلاقات والشبكات
يعتمد التسويق الشبكي بصورة جوهرية على بناء العلاقات مع الأفراد. لذا، من الضروري أن تعزز مهاراتك في التواصل الفعّال، وأن تكون مستمعًا جيدًا لاحتياجات الآخرين. اسعَ لبناء علاقات قائمة على الثقة والمصداقية، ولا تنسَ أن هدفك يتجاوز مجرد بيع المنتج، بل يسعى لمساعدة الآخرين في تحقيق طموحاتهم وأهدافهم.
4. الاستمرارية والصبر
النجاح في التسويق الشبكي يحتاج إلى وقت وجهد دائم. لا تتوقع أن تصبح غنيًا بسرعة، بل حدد أهدافًا ممكنة واعمل بانتظام لتحقيقها. الاستمرارية هي مفتاح النجاح في هذا المجال. الفارق بين الناجحين والفاشلين ليس في الموهبة أو الحظ، بل في القدرة على الاستمرار رغم التحديات والرفض المتكرر.
5. استخدام التكنولوجيا والتسويق الرقمي
في العصر الحالي، يمكنك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق عبر الإنترنت لتكبر شبكة معارفك. عليك أن تتعلم كيف تصنع محتوى مثير وتجعل وجودك على الإنترنت قوياً ليصل إلى المزيد من الناس.
تحديات شائعة في التسويق الشبكي وكيفية التغلب عليها
بالرغم من الفرص الجيدة التي يوفرها التسويق الشبكي، إلى أن هناك صعوبات يواجهها الكثير من العاملين فيه. معرفة هذه الصعوبات والتحضير لها يساعد على زيادة فرص نجاحك في هذا المجال.
التعامل مع الرفض
الرفض يُعتبر جزءاً لا يتجزأ من مسار التسويق الشبكي. سيتحفظ العديد من الأفراد على عروضك لأسباب شتى. السر يكمن في عدم اعتبار الرفض مسألة شخصية، بل التعلم من كل تجربة والخروج منها بدرس يُقربك نحو القمة. تذكر أن كل “لا” هي خطوة إضافية تقودك نحو “نعم” القادمة.
بناء المصداقية
بسبب الصورة السلبية التي قد ترتبط أحياناً بالتسويق الشبكي، قد تجد صعوبة في كسب المصداقية. لذا، من الضروري الالتزام بالصدق والشفافية، وتقديم قيمة حقيقية لعملائك، مع التأكيد على أن تجربتك الشخصية مع المنتج تعكس أفضل شهادة لك.
إدارة الوقت
الكثير من الناس يبدؤون التسويق الشبكي كعمل إضافي بجانب وظائفهم الرئيسية. إدارة الوقت تشكل تحدياً، لذا يجب التخطيط بشكل جيد وتحديد الأمور المهمة. خصص وقتاً معيناً كل يوم أو أسبوع لأعمال التسويق الشبكي، وركز على الأنشطة التي تعود بفائدة أكبر.

الحفاظ على التحفيز
قد تواجه أوقاتاً تشعر فيها بانخفاض مستوى الحماس والدافع. للتغلب على هذه المشاعر، من المهم أن تحافظ على تواصلك مع مجتمع إيجابي من الممارسين، وأن تحتفي بإنجازاتك الصغيرة، وأن تظل دائماً متذكراً لأهدافك بعيدة المدى.
تذكير: كن حذراً من الشركات التي تركز على تجنيد أعضاء جدد على نحو أساسي عوضا عن بيع منتجات ذات قيمة حقيقية، فهذه علامة واضحة قد تشير إلى أنها مخطط هرمي غير قانوني.
استراتيجيات التسويق الشبكي في العصر الرقمي
مع التطور التقني المتسارع، تغيرت طرق ممارسة التسويق الشبكي إلى حد بعيد. لم يعد الأمر يقتصر على اللقاءات المباشرة والاجتماعات المنزلية، بل أصبح بإمكان الموزعين الوصول إلى جمهور عالمي من خلال الإنترنت.
وسائل التواصل الاجتماعي
أصبحت منصات التواصل الاجتماعي وسيلة فعالة للتسويق الشبكي، حيث يمكنك من خلالها تشكيل هويتك الشخصية، ومشاركة تجارب النجاح الملهمة، وتقديم محتوى غني يجذب الأنظار ويثير اهتمام العملاء المحتملين. يجب الابتعاد عن الأساليب الدعائية التقليدية المباشرة، والتركيز على تنمية العلاقات الإنسانية وتقديم قيمة حقيقية في المقام الأول.
التسويق بالمحتوى
إنشاء محتوى تعليمي وإرشادي حول مجال منتجاتك يساعد على بناء مصداقيتك كخبير في المجال. يمكنك إنشاء مدونة، قناة يوتيوب، أو بودكاست لمشاركة معرفتك وجذب المهتمين بمجالك.
الندوات والدورات عبر الإنترنت
تقديم ندوات وورش من خلال استخدام منصات التواصل مثل برنامج الزووم أو جوجل ميت عمل افتراضية يمكن أن يكون وسيلة فعالة لشرح فوائد منتجاتك ونموذج أعمالك لجمهور واسع. هذه الطريقة توفر الوقت والجهد وتتيح لك الوصول إلى أشخاص من مناطق جغرافية مختلفة.
بناء المجتمعات الافتراضية
يمكن أن تساهم إنشاء مجموعات ومجتمعات افتراضية في تعزيز الولاء وزيادة التفاعل بين أعضاء فريقك وعملائك. هذه المجتمعات توفر بيئة لتبادل التجارب، والإجابة عن الاستفسارات، وتقديم الدعم المستمر.
الجوانب القانونية والأخلاقية للتسويق الشبكي
يختلف الوضع القانوني للتسويق الشبكي من دولة لأخرى، وخاصة في المنطقة العربية. من المهم فهم الإطار القانوني في بلدك قبل الانخراط في هذا النوع من الأعمال. عند الدخول في هذا المجال من المهم جداً ان تذهب الى دائرة تسجيل الشركات في بلدك وتسأل عن الشركة التي تريد العمل معها فإن كان لها رخصة قانونية فلا بأس بالعمل معها.
الوضع القانوني في الدول العربية
تختلف آراء الدول العربية بشأن التسويق الشبكي. بعض الدول تسمح به مع شروط معينة، بينما تمنع دول أخرى هذا النوع تماماً. في السعودية، على سبيل المثال، أصدرت لجنة البحوث والإفتاء فتوى تمنع التسويق الشبكي، حيث تعتبره نوعاً من المخاطر والمعاملات الربوية.
الممارسات الأخلاقية
بغض النظر عن الوضع القانوني، هناك مجموعة من الممارسات الأخلاقية التي يجب الالتزام بها في التسويق الشبكي:
- الصدق والشفافية في تقديم المنتجات وفرص العمل مع ملازمة الشخص الجديد.
- عدم المبالغة في الوعود بالأرباح أو النتائج لكي تكون صادق مع شركائك.
- احترام خصوصية العملاء وعدم الإلحاح عليهم بلخصوص العنصر النسوي.
- تقديم معلومات دقيقة وكاملة عن المنتجات حسب ما يتم ذكره في المنصة او المغلف الخاص بالمنتج.
- الالتزام بسياسات الشركة وقوانين الموجودة في بلدك.
- عدم استغلال العلاقات الشخصية لتحقيق مكاسب مادية.
الالتزام بهذه الممارسات الأخلاقية لا يضمن فقط استدامة عملك على المدى الطويل، بل يساهم أيضاً في تحسين صورة صناعة التسويق الشبكي ككل.
قصص نجاح في عالم التسويق الشبكي

توجد العديد من القصص الملهمة في التسويق الشبكي، سواء في العالم العربي أو في باقي العالم. هذه القصص تظهر أن النجاح ممكن لمن يمتلك العزيمة والجدية والأهداف الواضحة.
قصة نجاح عربية
محمد السيد هو شاب مصري انطلق في عالم التسويق الشبكي منذ عام 2015، حيث كان يعمل موظفاً بدوام كامل. بدأ هذا الشاب بتسويق منتجات العناية بالصحة لشركة دولية، وتمكن خلال ثلاث سنوات من إنشاء شبكة تضم أكثر من 500 موزع في مصر والخليج العربي. حالياً، ترك وظيفته ليتفرغ تماماً لإدارة شبكته، التي تحقق مبيعات شهرية تتجاوز مئتي ألف دولار.
يقول محمد: “سر نجاحي هو التركيز على تقديم قيمة حقيقية للعملاء، وبناء فريق قوي يشاركني نفس القيم والرؤية. لم أسعَ وراء الربح السريع، بل استثمرت في بناء علاقات طويلة الأمد مع عملائي وفريقي.”
قصة نجاح عالمية
جوردان أدلر، امرأة أمريكية كانت تعمل كممرضة بدوام كامل، تعاني ضغوطات العمل وندرة الوقت الذي تقضيه مع عائلتها. في عام 2010، بدأت في خوض تجربة التسويق الشبكي كعمل إضافي، وخلال خمس سنوات فقط، استطاعت أن تؤسس شبكة عالمية تضم الآلاف من الموزعين. واليوم، تحقق دخلاً سنوياً يتجاوز المليون دولار، وتعيش تجربة حرية مالية وزمنية لم تكن تجرؤ على الحلم بها.
تقول جوردان: “التسويق الشبكي غيّر حياتي بالكامل. ليس فقط من الناحية المالية، بل أيضاً من حيث تطوري الشخصي والعلاقات القيمة التي بنيتها. النجاح لم يأتِ بين ليلة وضحاها، بل كان نتيجة عمل متواصل ورؤية واضحة.”
هذه القصص تؤكد أن النجاح في التسويق الشبكي ممكن، لكنه يتطلب الصبر والمثابرة والالتزام بالممارسات الأخلاقية. كما أنها تبرز أهمية التركيز على بناء العلاقات وتقديم قيمة حقيقية للعملاء، بدلاً من السعي وراء الربح السريع.